المرحوم رشيد ولد مسعود بوليد
وادنون لازالت تتألم لرحيل المربي بوليد
رشيد بوليد أحد اشهر حراس المرمى في تاريخ كرة القدم بجهة واد نون وبالضبط بكلميم.
هو رياضي ومنقب عن المواهب بامتياز اكتشف كم كبير جدا من اللاعبين وكان السند لهم في مشوارهم الرياضي.
بوليد ولد في حي التواغيل، معروف بحسن اخلاقه قدم الشي الكثير للرياضة بالمنطقة وبدون اي مقابل مادي. قضاء حياته في ملاعب كرة القدم و له ذكريات فيها الفرح والحزن في المشوار الرياضي. وهو حرس مرمى لاندية باب الصحراء والكويرة وغيرها من اندية المنطقة سواء في بطولة عصبة سوس أو الهواة.
بوليد الحارس والمدرب والمؤطر والمربي ومكتشف المواهب وكان ليه دور كبير في انقاذ مئات الشباب من الانحراف وتشجيعهم على الرياضة.
هذا كله من عمل وجهد و متابرة بكلميم يتم انصافه.
ومع تأسيس عصبة واد نون اصبح من الضروري دعم اصحاب الخبراء لكي نسترجع شيئا من الزمن الجميل لرياضة.
ولما يكون لنا فريق تنافسي على اعلى مستوى من خلال توفير الامكانيات المادية والتسريع في تجويد البنية التحتية.
تكليف الإطار المرحوم بوليد بمهام التنسيق ما بين جماعة كلميم وعصبة وادنون والجمعيات الرياضية المنضوية تحت لواء العصبة والجامعة لم ياتي من فراغ لان الرجل كان قيد حياته يعمل بجد ودن كلل.وهذا التكليف جاء قصد الاستفادة من الملعب البلدي لإجراء حصص التداريب والمباريات الودية والرسمية في انتظار إحداث ملاعب أخرى للتخفيف من الضغط الكبير على الملعب الوحيد بالمدينة.
رحلَ بوليد بعد مسارٍ حافلٍ مع وادنون وكرةِ القدم كرةٌ حملها رشيد على ظهرِه بمفرده، حملها إلى مستوياتٍ عاليةٍ غير متوقّعة. لم يكن للرياضةِ قبله في حاضرةِ وادنون أيّ تواجدٍ أو تأثير، لكنّها مع قدومهِ ستعرفُ ثورةٌ قادها بوليد دون أنْ يشعرَ بجسامةِ فعله. كان وحيداً يصارعُ ضعفَ الإمكانيّاتِ حتى وصفَ حينها بالقطاع الرياضي لرشيد بوليد.
حين تبحت في تاريخه الحافلِ سيقودكَ البحثُ إلى حراسةِ المرمى كنقطةِ انطلاقٍ بدأ منها رشيد رحلتهُ نحو ما يريد، نحو القلوبِ الوادنونية التي دخلها كهدفٍ خالدٍ سجّلهُ رشيد بأخلاقهِ على نفسه وسجّلَ أيضاً بأدائهِ كحارسِ مرمى ماهرٍ سجّلَ اسمَ الفرقِ التي دافعَ عن شباكِها في خانة يصعبُ التسجيلُ على هذا الفرق. اما على المستطيلِ الأخضر في مسار رشيد الرياضيِّ جُمعَت فيه كلّ الصفاتِ، ما تفرّقَ في غيرهِ وُجِدَ عنده، بوليد الحارس بوليد المدرّب، بوليد المؤطّر بوليد المربّي والمكتشف.
لم ينلْ بعدَ كلِّ ما قدّمَ قيدَ حياتهِ لم ينل ما يستحقُ من التقدير. ولم تتحرّك التكريمات نحوه في حياتِهِ التي عاشها مبتسماً في وجهِ قدرهِ. رغم أنّه فيما بعد سيعترفُ بالقولِ إنَّ الدافعَ وراءَ الاستمراريّةِ هو تمسّكُ شباب مدينةِ كلميم به.
لقد صحَّ فيه الوصفُ بالمدرسةِ المتحرّكةِ التي فتحتْ أبوابَها لكلِّ حاملٍ لصفةِ الضياعِ.
بوليد كان معلّماً ثابتاً تتعاقبُ عليه الأجيالُ كما السنوات. ويتساقطُ الثناءُ على اسمهِ كلّما ذُكِرَ كالمطرِ في فصلِ الربيع.
حقلُ الرياضةِ الوادنونية في حقبتهِ كانَ دائمَ الازدهارِ، لكنّهُ في النهايةِ غادرَ دونَ سبقِ إنذارٍ فغَرِقَ الجميعُ في دموعِ الانكسار.
صوره للمدرب المرحوم بوليد رشيد مربي الاجيال بمدينة كلميم واللاعب كمال القرع لاعب النادي المكناسي الجديد.
المرحوم رشيد أول من أشرف على تسيير ملعب القرب بحي التواغيل بعدما كان قبل بنائه ملعبا ترابيا متاحا للجميع بدون قوانين ولا شروط. صُدِمنا كأطفال وشباب الحي من القوانين الجديدة التي فرضها رشيد بوليد ( الحجز القبلي للملعب و اللعب بملابس رياضية...إلخ) صراحة كنا نتذمر منها ونحاول دائما التمرد عليها. لكن مع من؟ مع من يجيد التعامل مع شباب الطائش المتمرد الذي يبحث عن إثبات ذاته ووجوده، فكان يفرض علينا (التنظيم) وينهي المعارك دائما لصالحه.
ورغم كل شيء فرشيد شخصيته تفرض عليك احترامه و التأدب في حضرته. تجري الأيام ولنتوقف قليلا فبعد افتتاح الملعب وباقي ملاعب القرب بالمدينة عندما بدأت تظهر نتائج سياسة بوليد في ملعب نظيف ومنظم تشعر وأنت ذاهب إليه بالراحة عكس باقي ملاعب القرب الأخرى التي يغلب عليها طابع العشوائية وغياب التنظيم. تحولنا من ناقمين إلى متفاخرين به كملعب للحي وهذا كله لا يمكن لذلك الجيل أن ينكره وأن فضل ذلك بعد الله عز وجل ينسب رشيد بوليد.
تنتهي التجربة الكروية ولم ينتهِ الدرس الذي تعلمناه من هذا الرجل الذي غادرنا في غفلة زمنية لم نستوعبها إلى اليوم، أن التنظيم رغم قسوته الظاهرة إلا أن في باطنه ضمان للحقوق والاستقرار.
رحم الله رشيد بوليد رحمة واسعة وتقبل الله جهوده في إنقاذ أجيال من الانحراف.
الرحمة و المغفرة رشيد بوليد.
رحم الله المربب والمعلم بوليد
ردحذفالرحمة و الغفران رشيد بوليد
ردحذف