لحسن باكريم

 باكريم البطل المجهول.

في عالم كرة قدم الصالات، حيث تتسارع اللمحات وتضيق المساحات، يبرز دور حارس المرمى كخط الدفاع الأخير، والعنصر الحاسم بين الفوز والخسارة. الحارس ليس مجرد لاعب بل هو قائد بصير، يقرأ اللعبة قبل أن تبدأ و يقارع الخصم بالعقل والرد السريع قبل الجسد.

ومع كل تصدٍ ومع كل اندفاع نحو الكرة، يثبت أن الشجاعة لا تُقاس بالحجم، بل بردة الفعل، والتركيز، والروح القتالية.

نُقدّم لكم الحارس باكريم الذي لا ينام على مجده، ولا يرضى بأقل من التميّز، جدار الصالة، وعين الفريق التي لا تغمض.






ففي كرة القدم لصالات يركض اللاعبون خلف المجد، لكن هناك من يظل وحيدًا في الخلف، منتبهًا، يقظًا، مغمورًا في صمته... إنه الحارس. هو أول من يُلام عند الخطأ، وآخر من يُشكر عند الانتصار. ومع ذلك هناك من ولدوا ليكسروا هذه القاعدة ليصبحوا أبطالًا في الظل، ويحولوا الصمت إلى ضجيج يُسمع في كل قاعة.


لحسن باكريم  شاب من حي شعبي في مدينة كلميم. حيث الشوارع ضيقة والكرة من جلد مهترئ، لكن الحلم كبير. لم يكن مثل بقية أصدقائه الذين يتزاحمون على اللعب كمهاجمين. كان يختار الوقوف بين حجرين يمثلان المرمى، ينتظر تصويبة قد تحسم مباراة عشوائية، يتعامل معها بجدية وكأنها نهائي.


لم تكن هاته البداية لباكربم صدفة. كان في داخله شعور غريب لا يريد التسجيل كالمهاجم بل يريد الإنقاذ كالحارس. أن تنقذ هدفًا مؤكدًا، هذا شعور لا يفهمه إلا من عاشه. وبينما كان أصدقاؤه يقفزون فرحًا بعد تسجيل هدف، كان هو يبتسم بصمت عندما يُحبط محاولة خصم كان يظن أنها "في الشباك".


الحارس ليس مجرد لاعب


أن تكون حارس مرمى، فهذا ليس مجرد دور في الملعب. هو فن في حد ذاته. يتطلب قدرًا هائلًا من التركيز وردود الفعل والقراءة الذهنية لخصمك. عليك أن تتنبأ بالحركة التالية، أن تكون في عقل المهاجم قبل أن يُطلق قدمه.


لحسن باكريم لم يكن الأطول بين أقرانه، لكنه كان الأكثر مرونة. لم يكن الأقوى عضليًا، لكنه كان الأكثر تصميمًا. من يشاهد تمارينه في فريق صقر افركط يدرك أن في هذا الطفل شيئًا مختلفًا. لا يتذمر من الغبار ولا من ضربات الكرة القوية، بل يعتبر كل قفزة، كل تصدٍّ، خطوة نحو تحقيق حلمه.


كان مدربه الأول يردد دائمًا: باكريم لا يتدرب فقط، بل كان يعتبر المرمى وطنه الصغير، ومسؤوليته.


باكريم لم تكن رحلته مفروشة بالورود. 


 بدأ فصل جديد من التحدي. أدخل تمارين جديدة لتقوية ردود فعله، عمل على تحسين القفز، وبدأ يبتكر لنفسه أسلوبًا خاصًا، يعتمد فيه على تمركز مثالي، وانقضاض مفاجئ، وثقة لا تهتز.


أن تكون حارسًا، يعني أن تعيش على الحافة دائمًا. تمر بلحظات مجد ترفعك إلى السماء، وأخرى تغرقك في بئر من الانتقادات. باكريم عرف هذا التناقض.

ورغم ذلك، لم يستسلم. جلس طويلًا مع نفسه و قال: "الكرة التي دخلت مرماي، لم تكن نهاية، بل بداية لفهم أعمق لمعنى الحراسة... أنت لا تحمي المرمى فقط، بل تحمي نفسك من الانكسار."




     العين التقنية للمدرب حسنا شيهاب 4 يناير 2021 

             منشور على مواقع التواصل الاجتماعي 

                            👇👇👇👇

بسم الله الرحمان الرحيم نجدد الالتفاتة الى احد ابناء حي تيرت الحارس باكريم لحسن الذي خاض تجربته رفقة فريق امل كلميم وضل صامتا يبحت عن التقة الكاملة مع انه كان الحارس الثالت رفقة امل كلميم ومع ذالك استمر في مواصلته للحصص دون غياب. اخد تجربته من الحارس الكبير عبد الحفيظ بوخريص احد افضل الحراس المتميزين.

المرجو من المؤطرين اللذين مزالو يواصلون في مجال التدريب رفقة أندية كلميم وادنون تحفيز مثل هذه الموهبة التي ستعطي كلمتها في القادم لان الشاب لحسن باكريم معروف بالندية داخل الحصص التدريبية والانضباط التام داخل المجموعة فمثل هذه المواهب نحن بحاجة إليها في السنوات الجارية فهؤلاء المواهب الشابة هم اساس المجموعة تحية كبيرة لهذا الشاب الذي صراحة القول يجب ان يكون خليفة الحارس الكبير عبد الحفيظ بوخريص. كما نتمنى من خالص قلبي صقل هذه الموهبة مكان عبد الحفيظ بوخريص فإني ابصم له انه حارس يمتاز بجميع المواصفات.


وفي النهاية، تبقى قصة باكريم ليست فقط عن كرة القدم، بل عن الإنسان في مواجهة الحياة. قد لا تكون كل الكرات التي نواجهها في الحياة قابلة للتصدي، لكن كل واحد منا يمكن أن يتعلم كيف ينهض و كيف يصبر.





إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال