عادل امجود

       عادل امجود. 

            [بونو].

ضابط ايقاع المجموعة.

في زحمة الأضواء التي تسلط على نجوم الملاعب الكبرى، وفي ظل هدير الجماهير في الملاعب المفتوحة، يغيب أحيانًا عن المشهد أبطال من نوعٍ مختلف أولئك الذين يصنعون المجد في المساحات الضيقة وعلى أرضيات الصالات المغلقة. فكرة قدم الصالات ليست مجرد نسخة مصغرة من اللعبة الأم بل هي مسرح يتطلب مهارات فنية عالية و ذكاء لحظي و ردود فعل خاطفة. ومن بين هؤلاء اللاعبين الذين نسجوا أسماءهم بحبات العرق والإصرار، يبرز لاعب لم يكن يوماً يبحث عن الشهرة بل كان يبحث عن الشغف و عن كل لمسة وصوت ارتطام الكرة بالحائط، عن الحلم الذي لا يعرف المساحات الواسعة لكنه يعرف كيف يتسع داخل قلب صاحبها.


عادل لاعب كرة قدم لصالات... قصته بدأت بحذاءٍ مهترئ في أحد الأزقة بمدينة كلميم و امتدت إلى ميادين تنافسية محلية، لكنها لم تفقد يومًا جوهرها الإنساني و البسيط و العميق.



   البداية   


كأي شخص وفي اي مجال دائما ما تكون الخطوة الأولى هي الأصعب، خاصة عندما يكون الحلم أكبر من الإمكانيات. ففي سن صغير دخل عادل أول قاعة تدريب برفقة صديق أقنعه أن كرة القدم هو المكان المناسب لموهبته. لم يكن يملك حذاءً مخصصًا للصالات فارتدى ما تيسر له ودخل بخطى خجولة لكن بعينين تلمعان بالشغف. لم يلفت الأنظار في اليوم الأول لكنه بقي بعد انتهاء التمرين يركل الكرة وحده في الزاوية و يعيد اللقطة تلو الأخرى، وكأنه يروي لنفسه وعدًا صامتًا سأعود هنا لكن كلاعب أساسي.


تدرّج عادل في فرق الأحياء، ومن هناك التقطته أعين تقنية. لم يكن الانتقال سهلاً حيت واجه نظرات الشك من اللاعبين الأكبر و عانى بالمشي لأكثر من ساعة يوميًا ليصل إلى التمرين، دون أن يشكو. 

تدريجيًا بدأ اسمه يترسم مع الفريق الفتى الذي لا يتعب.

 ومن أول مباراة حين لعب بخطة بسيطة وروح عالية، أثبت للجميع أنه لا يحتاج إلى فرص كثيرة ليترك بصمته يكفيه فقط أن تُمنح له فرصة واحدة.



بداية رحلته عبر الفرق:


لم تكن مسيرة عادل مجرد تنقّل بين أندية، بل هي فصولًا متتالية من التحدي والنمو. من كل فريق خرج مختلفًا و أكثر نضجًا و أكثر فهمًا لنفسه و للعبة. 



وهنا نستحضر أبرز 5 محطات شكّلت هويته الكروية.


1.   نادي رجاء الصحراء. 

في أحد المراكز الشبابية الصغيرة حيث الأرضية متآكلة والأضواء خافتة، بدأت الحكاية. هنا تعلم الانضباط و بدأ في صقل مهاراته تحت إشراف مدرب آمن به رغم افتقاده للخبرة. كان أصغر اللاعبين سنًا، لكنه أكثرهم حضورًا في ذهن الجمهور القليل الذي حضر.



2.   نادي أمل گليميم.  

أول تجربة حقيقية مع امل كلميم كفريق منظم وبدوري رسمي القسم التاني. تطوّر مستواه بشكل لافت، وبدأت تظهر لمساته الذكية وتحركاته السريعة التي أربكت الخصوم. ساعد الفريق في الوصول إلى مراكز متقدمة في سبورة الترتيب.



3.   نادي توأمة بيوگرى.  

هذا الانتقال كان مثّل قفزة نوعية في مسيرته. تحت قيادة مدرب صارم، تعلم الانضباط التكتيكي واللعب الجماعي. أصبح لاعبًا أساسيًا في بيوگرى، ساهم في الفوز في عدة مباريات. وهناك بدأت الجماهير تهتف باسمه.



4.   نادي أشبال الجزيرة.  

واجه هنا أصعب فترة له، من حيث المنافسة داخل الفريق. عاد أقوى و أكثر عزيمة و تمكن من إنهاء الموسم كأحد أبرز الممرّرين في الدوري. من اشبال الجزيرة خرج أكثر صلابة نفسيًا و بدنيًا.



5.   نادي وفاق إغيل.  

في وفاق إغيل لم يكن فقط لاعبًا بل أصبح قدوة. قاد الفريق كقائد في العديد من المباريات و ساهم بفضل خبرته في إدماج اللاعبين الشباب وتوجيههم. هنا لم يعد مجرّد لاعب موهوب بل نموذج يُحتذى به، وإنسان يعرف كيف يترك أثرًا داخل وخارج الملعب.




عادل امجود ضابط الإيقاع. 


هو لاعب يجيد قراءة مجريات اللعب بسرعة و يمتلك حسًا تكتيكيًا عاليًا و يساهم في ضبط نسق المباراة سواء في حالة الهجوم أو الدفاع. لا يُشترط أن يكون هداف الفريق، لكنه غالبًا من أكثر اللاعبين تمريرًا وتحكمًا في الكرة. يشبه دور "المايسترو". لا يعزف بصوتٍ عالٍ لكنه يقود الجميع بانسجام.



 مهارات و أدوار عادل


1. التمرير و التحكم

يتمتع بقدرة عالية على السيطرة على الكرة تحت الضغط، ويُجيد التمرير القصير والدقيق، مما يساعد الفريق على الحفاظ على الاستحواذ.

2. القراءة الميدانية

يقرأ تحركات الخصم وزملائه بذكاء، ويُوجه اللعب نحو المساحات الفارغة.

3. التنظيم الدفاعي

 يُشارك في التغطية الدفاعية، ويُساهم في إعادة التمركز عند فقدان الكرة.

4. التوجيه الصوتي

يتواصل باستمرار مع زملائه، يُحفزهم، ويوجههم لأداء أدوارهم بدقة.

5. الهدوء تحت الضغط

 لا ينفعل بسهولة، ويحافظ على تركيزه حتى في اللحظات الحرجة من المباراة.



وفي الاخير فوجود ضابط إيقاع داخل الفريق كعادل يمنح اللاعبين ثقة، ويخلق توازنًا بين الدفاع والهجوم. وهو الرابط الذي يوحّد الجهود الفردية ليجعلها وحدة جماعية متناغمة. من دونه قد يغيب الانسجام وتكثر الأخطاء التكتيكية.

يبرز دور عادل كضابط الإيقاع و أحد أهم مفاتيح الفوز. قد لا يتصدر العناوين، لكنه صانع الانتصارات من خلف الكواليس. هو اللاعب الذي لا يُقاس فقط بعدد الأهداف، بل بعدد اللحظات التي جعل فيها الفريق يبدو وكأنه آلة واحدة تعزف بتناغم.






إرسال تعليق

أحدث أقدم

A1

A4

نموذج الاتصال