رضى المايسترو في الميدان.
عندما تتحول كرة القدم الى فن.
لم تكن بداية رضى كبقية اللاعبين الذين نشأوا في أكاديميات مشهورة منذ صغرهم، بل جاءت من ميادين كرة القدم الحقيقية ملاعب الترابية و فرق الهواة حيث تُصنع الموهبة بالإرادة، وليس بالإمكانيات. بدأ مسيرته في فريق صغير من فرق الهواة يُعرف بإعطاء الفرصة للشباب، وهناك أظهر لمساته الفنية الاستثنائية، ورؤيته النادرة للملعب.
تدرّج بعد ذلك عبر عدة فرق للهواة، وفي كل محطة كان يترك بصمة لافتة. سواء بتمريراته الحاسمة أو قيادته الذكية للوسط، لفت الأنظار بسرعة، حتى بدأت الفرق الكبرى تتابعه عن قرب. وشيئًا فشيئًا، تحولت موهبته من حلم بسيط في حي شعبي في مدينة كلميم إلى مشروع نجم واعد في سماء الكرة الوطنية.
رضى العدام بدأ مسيرته مع فريق اولمبيك كلميم أحد فرق الهواة المعروفة في المنطقة، ثم انتقل إلى نادي جوهرة الصحراء شيخ الاندية حيث طور مستواه بشكل لافت، قبل أن يخوض تجربة جديدة مع نادي أمل تيزنيت بعدها انتقل الى مولودية اسا لموسم واحد، ليذهب في تجربة جديدة لنصف موسم مع هلال تراست وعاد الى مولودية اسا قضى فيه موسم واحد، ليغير الوجهة صوب العيون رفقة الفريق المحلي مولودية العيون.
المايسترو الذي سحر الجماهير برقم 10
قليلون هم من يحملون الرقم 10 على ظهورهم ويستحقون حمله. الرقم الذي ارتداه أساطير كرة القدم أصبح رمزًا للإبداع و الذكاء والقيادة الفنية داخل الملعب. ومن بين اللاعبين الذين تألقوا في هذا الدور خلال السنوات الأخيرة، يبرز اسم رضى لاعب الوسط المبدع الذي أعاد تعريف مركز صانع الألعاب بأسلوبه وقراءته الرائعة للعبة، ولمساته الساحرة التي تأسر القلوب قبل العيون.
قصة رضى من أزقة گلميم الى ملاعب الاضواء.
وُلد رضى في أحد الأحياء الشعبية المعروفة بمدينة كلميم، حي معروف بكرة القدم، حيث كانت الكرة أكثر من مجرد لعبة بل هي وسيلة للتعبير، وأملًا في مستقبل أفضل. رضى منذ صغره أظهر موهبة استثنائية في التحكم بالكرة، أبناء الحي أطلقوا عليه لقب المايسترو الصغير. كانت الكرة لا تفارقه، سواء في الأزقة الضيقة أو في ساحات المدرسة.
التحق بنادي محلي وهناك بدأت رحلته الحقيقية مع كرة القدم المنظمة. لفت الأنظار بسرعة، خاصة بقدرته على توزيع اللعب بدقة، وقراءة تحركات زملائه، وكأنه يرى ما سيحدث قبل الجميع.
رضى رغم صغر سنه كان يتمتع بنضج تكتيكي جعله يتدرج بسرعة في الفئات السنية. منذ أول لمسة أظهر ثقة كبيرة على أرض الملعب. لم يكن مجرد لاعب وسط، بل كان هو من يضبط إيقاع الفريق، ويوزع الكرات بعين خبيرة، ويصنع الفرص من لا شيء. لعب في مركز صانع الألعاب وكان صلة وصل بين الدفاع والهجوم، ليكون همزة الوصل المثالية بين الخطوط.
ما يميز رضى ليس فقط تمريراته الدقيقة أو رؤيته الواسعة، بل طريقته في جعل الأمور تبدو سهلة. يمتلك أسلوب لعب سلس وانسيابي، يُجيد المراوغة في المساحات الضيقة، ويفرض سيطرته على وسط الميدان بتوزيع ذكي للكرات، وقرارات سريعة في اللحظات الحاسمة.
رضى لاعب يفكر قبل أن تصله الكرة، يعرف متى يمرر، ومتى يحتفظ بها، ومتى يضرب دفاع الخصم بتمريرة ساحرة. كما أنه يتمتع بقدرة كبيرة على التسديد من خارج المنطقة، سجل منها أهدافًا لا تُنسى. وهذا ما جعله لا يكتفي بصناعة الأهداف، بل يشارك أيضًا في تسجيلها.
رضى القائد الصامت.
رغم هدوئه يُعتبر رضى قائدًا حقيقيًا داخل الملعب. لا يصرخ أو يتذمر، بل يقود فريقه بلغة الأداء. يحفز زملاءه ويُضرب به المثل في الانضباط، والالتزام التكتيكي. كما أن أخلاقه العالية أكسبته احترام الجميع، سواء زملاء أو منافسين أو جماهير.
10 أكثر من مجرد رقم.
حين اختار رضى الرقم 10 لم يكن ذلك بدافع الغرور، بل احترامًا لتاريخ الرقم، وإيمانًا بقدرته على حمل الإرث الثقيل الذي يرافقه. وبالفعل، لم يخيب الآمال. أصبح في وقت قصير أحد أفضل من ارتدوا هذا الرقم.
الرقم 10 في حالة رضى لا يرمز فقط للمهارة بل للذكاء و المسؤولية و التفاني في خدمة الفريق.
رضى لاعب يجعل كل من حوله أفضل... إنه لا يلعب كرة القدم بل يرسمها.
ففي زمن أصبحت فيه كرة القدم تعتمد كثيرًا على القوة والسرعة، يثبت رضى أن المهارة والذكاء لا يزالان يملكان مكانتهما. هو لاعب يكتب فصلاً خاصًا به في كتاب الرقم 10، بأسلوبه الرشيق و روحه الرياضية العالية و إبداعه الذي لا ينضب. و مع كل مباراة يخوضها، يؤكد أنه ليس مجرد لاعب وسط... بل فنان و مايسترو و قائد حقيقي.