حلم يبدا من الصغر
مدرسة نجم وادنون لكرة القدم للفئات السنية
في حي هادئ على أطراف مدينة كلميم، تتعالى أصوات الضحك و النداءات على وقع الأقدام الصغيرة على العشب الأخضر. إنها ليست مباراة احترافية بل صباحٌ عادي في مدرسة نجم وادنون لتعليم كرة القدم للفئات السنية، حيث يبدأ الحلم و يولد الشغف و تُبنى الشخصية.
فكرة بحجم الامل.
نشأت فكرة المدرسة قبل عدة أعوام، حين لاحظ مجموعة من الجمعويين و المدربين شغف الأطفال بكرة القدم، ولكن في المقابل غياب البيئة المنظمة التي تصقل الموهبة وتنمّيها بشكل تربوي ومهني. لم تكن الفكرة مجرد تدريب فني بل رؤية متكاملة تهدف إلى صناعة الإنسان قبل اللاعب و تهدف ايضا الى احتضان الطاقات الصغيرة و العناية بالفئات الصغرى والمتوسطة. حيت تعمل الجمعية جاهدة على تاطير وتكوين أبناء المنطقة من جميع الفئات السنية وتنفتح على محيطها الاجتماعي من خلال الشراكة مع جمعيات خيرية كجمعية الأطفال المتخلى عنهم وكذلك جمعية كفالة اليتيم.
وفي هذا الموسم الرياضي تم استدعاء 13 لاعبا من جميع الفئات العمرية من طرف العصبة الجهوية، وذلك تحت إشراف الجامعة الملكية لكرة القدم. وجاء هذا بفضل البرنامج الخاص الذي اشتغل عليه الطاقم التقني لنجم وادنون وذلك بإشراف جميع المؤطرين المنضويين تحت لواء الجمعية.
مدرسة نجم وادنون وسيلة لبناء القيم
منذ اليوم الأول وضعت مدرسة نجم وادنون هدفًا واضحًا. و هو أن تكون بيئة حاضنة تربويًا ورياضيًا، لا تقتصر على تعليم المهارات الكروية فقط، بل تُركّز على بناء الشخصية و تعليم الأطفال الانضباط و الروح الرياضية و العمل الجماعي.
تقسيم الفئات
تستقبل المدرسة الأطفال من عمر 9 سنوات حتى سن 15 و تُقسّم الفئات بحسب المراحل النمائية لكل عمر، مع مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال. الصغار يتعلمون الأساسيات بطريقة مبسطة وممتعة، من خلال ألعاب وتمارين تفاعلية. أما الفئات الأكبر سنًا، فتخضع لبرامج أكثر تخصصًا تشمل التكتيك و التحليل الفني و التدريب البدني المتقدم.
مدربون يربون
الميزة الأهم في المدرسة ليست الملاعب أو الكرات، بل المدربون أنفسهم. حيت تم اختيار الطاقم بعناية ليكونوا قدوة للأطفال. بعضهم لاعبون سابقون و بعضهم مختصون في التربية البدنية لكنّ ما يجمعهم هو الإيمان برسالة المدرسة.
محمد الرغاي قائد الحلم وراعي الموهبة
في قلب كل مدرسة كروية ناجحة، هناك شخصية واحدة لا تُرى كثيرًا على العشب، لكنها حاضرة في كل التفاصيل: إنه رئيس المدرسة. دوره يتجاوز الإدارة والتنظيم. فهو الملهم و الحارس و الموجّه لمشروع يحمل أحلام الأطفال وآمال المجتمع.
العقل الهادئ الذي يصنع الحلم الجماعي.
هو من يرعى البذرة حتى تُثمر، ويرى في كل طفل مشروعًا يستحق الرعاية. هو القائد الذي لا يركض على العشب، لكنه يُمسك بالبوصلة في صمت، ويوجه المدرسة نحو مستقبل أفضل. لأن كرة القدم حين تُدار بروح تربوية ورؤية واضحة، تُصبح أكثر من لعبة تصبح حياة.
أحمد الحاجيري مدرب فئة U 15 U 13
هو صانع المستقبل
المدرب في هذه الفئة ليس مجرد مدرّب تكتيكي، بل هو معلم و موجه و مُلهم. عليه أن يُوازن بين الحزم و الحنان و بين التقنية و الإنسانية. لأن ما يغرسه في نفوس هؤلاء الصغار اليوم، قد لا يُثمر فقط لاعبًا ناجحًا غدًا، بل مواطنًا صالحًا أيضًا.
ناجي الضلع مدرب فئة U 9
هو البذرة الأولى
مدرب فئة U9 لا يصنع نجوماً بل يُنشئ شغوفين. إنه أول من يُمسك بيد الطفل ويدخله عالم الكرة، فيغرس فيه حب اللعبة و الانضباط و المرح. نجوم الغد يبدأون من مدرب صبور يفهم عقل الطفل، ويعامله على أنه إنسان قبل أن يكون لاعبًا.
فاطمة الزهراء مدربة فئة U 11
صانعة النواة
مدربة فئة U11 ليست مجرد مدربة كرة قدم، بل مُربية قيادية تؤسس القيم و تزرع الثقة و تُشعل الشغف. هي من تُمسك بيد الطفل وتدله على طريق الإبداع، لا بالصرامة ولا بالقسوة، بل بالحب والفهم والاحتواء.
محمد كروم مدرب الحراس
الركن الصامت الذي لا يراه أحد.
مدرب الحراس هو المسؤول عن تجهيز آخر خط في الدفاع، وأحيانًا أول من يبدأ الهجوم. هو من يعيد بناء الثقة بعد كل سقوط و يجهّز الحارس ليكون صامتًا في حضوره، وصاخبًا في تأثيره. مدرب الحراس لا يحمي المرمى فقط بل يحمي شخصية من بداخله.
المدهش في هذه مدرسة نجم وادنون ليس فقط جودة التدريب، بل النتائج الإنسانية. طفل خجول أصبح قائدًا للفريق، وآخر كان يعاني من ضعف التركيز تحسن مستواه الدراسي بعد انضباطه في التمارين. وهناك من التحق بأكاديميات كبرى، حاملاً معه بذور الحلم التي زرعت هنا.
الشراكة مع اهل الاطفال
المدرسة لا تعمل بمعزل عن الأهل، بل تعتبرهم شركاء أساسيين. تُعقد اجتماعات دورية، تُقدّم تقارير فنية وسلوكية، وتُنظّم ورش عمل للتوعية بدور الأسرة في دعم الموهبة. هذه العلاقة الثلاثية بين المدرب، الطفل، والأسرة، كانت أحد أسرار النجاح المستدام.
التحديات و العمل المستمر
لم تكن الرحلة خالية من التحديات فبسبب ضعف الإمكانات في البداية و صعوبة إقناع البعض بأهمية الاستثمار في الفئات السنية، وحتى تغيّر الأولويات المجتمعية. لكن بالإصرار و الدعم المجتمعي و الثقة المتزايدة من الأهل كانت الدافع للاستمرار.
في النهاية مدرسة نجم وادنون ليست مجرد مكان يُركض فيه الأطفال خلف كرة. إنها مساحة يكتشف فيها الطفل ذاته و يخطئ و يتعلم و يفرح و يتألم و ينمو ببطء نحو النضج. إنها تجربة إنسانية متكاملة تزرع فيها بذور الحلم، لعلها يومًا ما تُثمر لاعبًا محترفًا أو إنسانًا نبيلًا و كلاهما انتصار.
شكرًا للمدربين الذين صقلوا المهارات بوعي وصبر.
شكرًا للمشرفين الذين حافظوا على النظام والتفاصيل.
شكرًا للإداريين الذين تابعوا كل صغيرة وكبيرة بصمت واجتهاد.
شكرًا للفنيين الذين أعدّوا الملاعب والكرات والمرافق قبل أن يصل أي لاعب.
وشكرًا لكل يد امتدت بخير خلف الكواليس ولم تطلب تصفيقًا.
نسأل الله أن يبارك في جهودكم، وأن يجعل ما تقدمونه من علم وتربية وعطاء في ميزان حسناتكم.
👏🏻👏🏻👏🏻
ردحذفمقال اكثر من رائع 👏🏻👏🏻👊🏻👊🏻
ردحذفمقال جميل و رائع عن مدرسة نجم وادنون 🤍🤍
ردحذف